Wednesday, April 02, 2008

عند الشعور بعدم الامان: كلم ماما

عجيب أمر العقل الانساني؛ فجأة وبدون تخطيط يأتيني من آخر الذاكرة رقم هاتف أمي في مكتبها القديم، المكتب الذي كانت تعمل فيه عندما كنت طفلة وتلميذة في المدرسة، المكتب الذي كانت تشارك اثنتان من زميلاتها فيه، ذو الاسقف العالية، والتكيف القديم الذي يجعل المكتب ثلاجة في عز الحر، عز الحر حين كانت تصطحبنى معها الى المكتب احيانا قليلة في أجازة الصيف. عادة كانت تصطحبني مرة أو مرتين في الاجازة. كانت أيام خاصة لنا، كنا عادة نخرج لنتناول الغذاء في مطعم بعد هذه الزيارة. أتذكر في احدى زياراتي أخبرتها بأنني قررت أن أصبح كاتبة عندما أكبر وبدأت بكتابة قصص بقلم سميك وتصويرها على ماكينة التصوير في مكتبها، بدت لي القصص وهو بالابيض والاسود كالكلمة المطبوعة في الكتب، مهمة.

اليوم تذكرت فجأة رقم هاتفها في هذا المكتب: 748248. كدت أن أهرع الى التليفون لكي أحادثها كما كنت أفعل وأنا صغيرة، بل وأنا مراهقة وأنا شابة والى أن تركتني و رحلت. كنت عندما ينتابني هذا الشعور الخانق الذي ينتابني الآن، والذي يشبه السوستة المحشورة في وسط صدري، أجري الى التليفون وأكلمها لأسألها: بتعملي ايه وحتيجي امتى؟ كثيرا كانت تكون مقتضبة في حديثها، حتى بعد أن نُقل مكتبها الى مبنى آخر جديد وكبير وحيث لم تشارك أحداً في مكتبها، حتى في تلك الايام لم يكن عندها صبر على "دلعي". كانت تحاول ان تختصر المكالمة وأنا أحاول مستميتة أن أطيلها: أريد فقط أن أسمع صوتها... فلتقل أي شئ، فلتنهرني أو لتكبسني أو لتخترع لي واجبات منزلية لأفعلها، ولكن كلميني. أعتقد أنها أيضا لم تكن تريد أن تستمع لنبرة اليأس والقلق في صوتي، كانت تخيفها، يخيفها أن تفكر أن ابنتها ليست سعيدة: فلتسعدي. قالت لي مرة وقد كادت أن تيأس هي نفسها: يحزنني أنك لست سعيدة....

عندما يعود الى هذا الشعور يكون تفكيري التلقائي أن أكلم ماما.
فتوحشني، وأفهم معنى الفقد، ومعنى الالم.
مرة جاءني هذا الشعور وكنت مع أحدهم وبكيت، بكيت أمي فظن هو أنني أمثل ونهرني. كان عليّ أن أفهم في تلك اللحظة أشياء كثيرة.... ايش عرفه، هو الذي لم يفتقد أمه؟ وحتى لو عرف: قليلون هم الذين لديهم القدرة أن ينظروا الى الالم والفزع والموت "عينهم في عينه". معظمنا يهرب. معظمنا يخجل من ألم الآخرين. حتى ماما، ألم تكن تضيق بحزني اللامفهوم من وجهة نظرها؟ العجيب أن أبي عادة لا يضيق ذرعاً عندما أطلبه بلا داعي. لا أعلم ان كان يفطن الى القلق الرهيب الذي يحثنى على تلك المكالمات النادرة، هل يسمعه؟ غالباً. ربما يفهمه، ربما هو أيضاً يحاول أن يمد حبل الوصال بالكلام ليتعلق به وينجو من الغرق في البحر المظلم.

أجد في بعض الافكار الصوفية – أحيانا – ملاذي. ربما حزني وجزعى ووحدتي هي حال الانسان في هذه الدنيا، هي قدر الانسان في هذا الجزء من الرحلة... ربما.

ربما ان طلبت ماما أجابت...

Labels:

Thursday, December 13, 2007

طيب واللي فاتهم القطار؟ هل فيه حمارة توصلهم؟

منذ عدة سنوات - عندما كنت أعمل بالصحافة - كانت تلوح عليّ بين آن وآخر فكرة إجراء تحقيق صحفي عن المذيعين الذين يسجلون إعلانات التلفزيون، هؤلاء الذين لا نرى وجوههم أبدا ولكنهم يشكلون بأصواتهم - و من خلال العبارات الدعائية المختصرة التي يرددونها على أسماعنا ليل نهار - يشكلون جزءا من وعينا ومن اللزمات التي تحاصر عقولنا طوال الوقت فتصبح جزءا من خطابنا: ليه تدفع أكتر لما ممكن تدفع أقل؟
الحياة كما ينبغي أن تكون
وكان هناك صوتا معينا، صوتا أحس كأنني أعرفه، متميزا عن الباقين، أسمعه مع إعلانات معينة، إعلانات أمريكانا. صوتا يحمل معه، وبسبب المنتجات والخدمات التي يعلن عنها، تصوراً معيناً للحياة العصرية على النمط الغربي، صوت شيك، يصدر عن مصر "الجديدة" وليس مصر "البيئة" أو البلدي. هذا الصوت لن يعلن عن "عبد الرحيم عمرو، احتكم الأمر" أو شئ من هذا القبيل. من هو هذا الرجل كنت أسأل نفسي كثيرا ولكنني لم أبدأ هذا التحقيق الصحفي.
قريبا جدا إكتشفت عن طريق أحد الأعمدة الصحفية أن هذا الصوت ما هو الا صوت طارق نور "ذات نفسه" صاحب ومؤسس شركة أمريكانا للدعاية، صوت الحداثة والنظام الجديد.

يستفزني صوت طارق نور الآن بنبرته التي تؤكد أنها، أي أنه هو، يملك اليقين والحقيقة،، كالأب عندما يخاطب ابنه الشقي: "طيب لما ترمي السندويش على الأرض، مين يا حبيبي اللى حياكله؟ تك تك تك، كده غلط."
يهل علينا صوت طارق نور الآن عن طريق إعلانات لا تعرف بالضبط من القائمين عليها، إتحاد صناعات ما، أحد أذرعة النظام الجديد في أحد تجلياته الاقتصادية غالباً، ليقول لنا ، أي أجيال الشباب التي تمثل الغالبية العظمى من شعب هذا البلد، أننا يجب أن نكلف عن الجلوس "ع القهوة" وأن "نلحق بالقطار" والا فاتنا...
يستفزني هذا الاعلان وهذا الاستخدام الفج للصورة البلاغية للقطار.

يذكرني بمشهد من مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة" التي تدعونا بشكل كوميدي الى رفض ازدواج القيم والمعايير الذي يخل بمنظومتنا الاخلاقية، أن نحقق ذاتنا بأن نعترف بحقيقتنا ونماهيها، لا أن نحاول أن نماهي صورا زائفة عن أنفسنا. في نهاية المسرحية تخرج كل من الشخصيات التابعة لسيطرة الاب السلطوي لتعلن له أنها تتمرد علي سلطويته، أنها ستخرج عن النظام لتحقق ذاتها قبل أن يفوت العمر وينقضي وتضيع الفرصة، يخرج عليه أبنائه وابنته وحتى حماته السابقة ليقولوا له أنهم سيرحلوا قبل أن يعدي الزمن من أمامهم ويخرج لهم لسانه ويقول لهم "راحت عليك يا حدق." الجملة التي يكررها كل من شخصيات المسرحية لا تتضمن اشارة الى القطار، لعل الزمن رجلا يمشي علي رجليه، ولكن لسبب ما كلمات شاهدت المسرحية، تخيلت الزمن راكبا قطارا وليس سائرا علي رجليه! ربما بسبب عمق الصورة البلاغية التي أصبحت جزءا من خطابنا والتي تشير الى أن القطار لا ينتظر أحداً...
كلها صوراً بلاغية لم تدخل خطابنا ومخيلاتنا كعرب سوى مع دخول السكة الحديد في منتصف القرن قبل الماضي. مثّل القطار لشعوب القرن التاسع عشر الانقلاب التكنولوجي بكل ما يحمل من معاني اقتصادية وثقافية. يأتي القطار في موعد محدد "تضبط عليه الساعة" التي تشير الى تقسيم جديد للوقت. القطار لا يأتي الظهر أو المغرب ولكنه يأتي الساعة 12. والقطار لا ينتظر أحدا حتي يأتي ليركبه، إذا لم يكن المرء في المكان المناسب في الوقت المناسب، أي على رصيف المحطة قبل قدوم القطار، فلن يلحق به، عليه أن يمشي أو يستقل حمارة أو يربح مكانه. الاستعداد اذا والسعي وإلا "تخلف" المرء، فعليا وبلاغيا.
والقطار أصبح في أدبنا وأدبياتنا رمزا لرحلة العمروللعيشة. قالت لي خالتي مرة عند وفاة جدتي أننا كلنا ركاب على القطار ولكننا نهبط منه في محطات مختلفة....
ويأتي اليوم طارق نور ويقول لي ألا أقعد ع القهوة وألحق بالقطار.

عن أي قطار يتحدثون؟ عن أي ركب؟ أما الاحرى بهم أن يتحدثوا عن سفينة مثلا؟ أم أنه يقصد أحد قطارات الموت التي اعتدنا عليها؟
من يا طارق بك هذا الشاب المتخيل الذي توجه اليه حديثك في الاعلان؟ ذلك الشاب العاطل الذي يفضل الجلوس على القهوة للعب الطاولة والدومينو على اللحاق بالقطار الذي سيقله الى العالم الآخر: عالم مصر الجديدة النظيفة، حيث الوظائف بلا واسطة، وحيث الترقية في العمل ولبس البدلة والكرافتة؟ في أحد حلقات الاعلان المسلسل - والتي لسبب ما لا تذاع كثيرا - يقوم أصدقاء الخير بمساعدة الشاب التعيس على تحسين منظره والاستحمام وحلاقة ذقنه وولبس البدلة قبل اجراء مقابلة عمل لكي يستطيع أن يحصل على وظيفة. من هو هذا الشاب الذي تتخيلونه؟ هو من صنع خيالكم، ألا تدرون؟ أسمع الناس من رجال الاعمال، في الحياة وفي التلفزيون، يتندرون كيف أن الشباب المصري لا يريد أن يعمل في بلده، ولا يريد أن تتسخ يداه، يبحث عن وظيفة مكتبية، ولا يمانع أن يغسل صحوناً ويمسح الارض ولكن ليس في بلده، مع أن الشغل مش عيب. "انظروا الى هؤلاء المتخلفين الذين ينفقون تحويشة عمرهم، وعمر آبائهم وجيرانهم وأولاد أخوتهم لينفقوها على مشاريع الهجرية الغير-شرعية" (لاحظ استخدام تعبير شرعي وغير شرعي، لماذا لا يسمونها غير قانونية وهو التعبير الأدق؟) يتندرون ويحكون القصة تلو الاخرى عن عدد المتقدمين للوظائف الكتابية بالمقارنة بفرص العمل في المصانع التي لا تجد من يعمل بها وتظل شاغرة. عن أي مصانع يتحدثون؟ عن المصانع التي تغلق أبوابها؟ أم المصانع التي ترفت عمالها؟ أم مصانع التعبئة التي ترفض تعيين العمال رسميا حتى لا يكون لهم أي مستحقات أو حقوق لديها؟ هل يعيبون على الشباب محاولة التأقلم مع الواقع الاجتماعي الذين يعيدون هم انتاجه كل يوم؟ لمّا الشغل مش العيب والمظاهر مش كل حاجة، لماذا تحكمون على الناس بالمظاهر، لماذا تصبح البدلة ضرورية في المقابلة والا لا وظيفة؟ وأي قهوة تلك التي يجلس عليها الشباب؟ من الذي يدفع ثمن المشاريب؟

كان الاحرى بطارق نور أن يحدثنا عن السفيينة. مصر الجديدة سفينة، إن تعلقت بها عبرت، إن لم تتعلق بها غرقت، وربنا معاك. فنحن ما زلنا نبحث موقفك الشرعي في حال غرق السفينة.
البلد بتتحرك.... ولكن لا أعتقد أنها تسير على قضبان السكة الحديد المستوية المتجهة للأمام، هي سكة حديد متخيلة، تهبط بنا الى جهنم.

Labels:

Sunday, June 03, 2007

الناس اتجننت

أعذروني: هناك الكثير من الاحداث التي تحتم الكتابة والتأمل. من حصار نهر البارد الى حصار العرب في كل مكان. ولكن يجب أن أنتهي من كتابة شئ مهم هذا الأسبوع، ولا يوجد لدي وقت - الآن - للتأمل. لم أستطع أن أتمالك نفسي وأقاوم إغراء النشر. أتمنى لو أستطيع أن أصرخ عبر البلوغوسفير!! إلحقوووني!! أيعقل هذا؟ أصحيح هذا؟
من البداية: توقفت عن متابعة أخبار البلد منذ فترة. أقاطع المصري اليوم والاهرام واخواتها. كل الاخبار تثير استيائي أو تصيبني بالاعياء او باليأس او بالاثنين معاً. لذلك "لا أتابع". كفانا أخبار عن الاعتقالات وحفلات الزفاف والمؤتمرات الشرم شيخية وإلخ إلخ. الصورة العامة لا تتغير مع تكاثر التفاصيل. لن تخبرني الأخبار والجرائد بشئ لا أعرفه أصلا عن البلد. هكذا كنت أقول لزملائي، المصريين في الخارج، عندما يسألونني: سمعت الاخبار؟ هذا حتى اتصلت صديقتي تسألني إن كنت سمعت عن فتوى ارضاع الكبير. تصورت أن الفتوي تتعلق بالموضوع الاثير لصفحات الفتاوي في المجلات: هل يمكن أن أتزوج بابنة خالتي مع العلم أننا رضعنا معاً في طفولتنا؟ هذه العادة التقليدية السخيفة التي ما زالت منتشرة - عادة بدون أي داعي اجتماعي - في الريف والمدن. كنت اعتقد أن الامر يتعلق بالمرضعات وعلاقات النساء والاطفال في العائلة والعمارة والحي وما الى ذلك. النسوة تساعد بعضهن البعض، فلانة لبنها قليل، فلانة لبنها غزير، عايزة ولادك يبقوا زي ولادي وإلخ إلخ. ولكن، لا، لا، قالت صديقتي: لا، لا، ليسوا أطفالاً، ليسوا شباباً، بل رجالا!! هذا زنا إذا قلت لها. لا، لا، هناك فتوى أثارت الرأي العام.
لم أصدقها. أعترف أنني إعتقدت أنها أساءت الفهم أو لم تقرأ الخبر حتى النهاية. ولكن للأسف، هي على حق.
هذا هو الموضوع الذي يشغل بال شعبي الآن، ونواب الشعب يتناقشونه تحت قبة البرلمان، والعلماء الأفاضل يتصادرون الفتاوي بسببه.
من هؤلاء الناس؟ فعلا، من هم؟ من أين أتوا ومتى أتوا ومتى يرحلون عن بلدي؟ يتركون الظلم، والقهر، والجوع، والفقر، والمرض، والجهل، والتعذيب، والفساد، والرشاوي، ويتناقشون في الخلوة الشرعية داخل محل العمل. وبما أنه لا يمكن أن يتزوج كل الرجال بكل النساء اللاتي يعملن معهن، وبما أنه لم يعد من الممكن تصور الحياة العامة بدون النساء، تفتق ذهن أحدهم عن الحل الحيلة المعجزة: فلترضع المرأة زميلها في العمل حتى يصبح إبنها في الرضاعة وتستطيع أن تعمل معه في خلوة. لا أصدق. أرفض أن أصدق أن يكون هنالك أي إنسان عاقل، ناهيك عن أستاذ في علم الحديث، يفكر هكذا... أرفض.
لم أصدق حتى قرأت تلك المواضيع:
أهكذا نوآئم بين التقاليد والحداثة؟ أهكذا نتعامل مع تراثنا الديني؟ أهذا يعقل؟ أين العقل، فليقل لي أحدكم، أين العقل؟ أين المنطق؟ هل جن كل الناس؟ هل جنوا جميعاً؟ عادة ينكر الناس في بلدي على الاجانب رؤيتهم لنا كعرب ومسلمين أننا مهوسون بالجنس. لسنا كذلك، نصر ونعترض، ولكنني أجدني عاجزة عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة. نحرم الصداقة بين النساء والرجال، نحرم جميع أنواع العلاقات، ننظر للشباب على كورنيش أبو الفدا بمنتهى الاستياء (وعادة لا يفوت المستاء أن يلاحظ أن معظم بنات الكورنيش محجبات، تك،تك، تك)، نفعل كل ذلك ثم نبحث عن حيلة شرعية لاباحة العلاقات الجنسية في العمل. لماذا؟ اعني: لماذا نبحث عن حيلة شرعية اذا؟ لماذا الالتفاف حول التقاليد بهذا الشكل؟ ولماذا لا نسمي الأشياء بأسمائها؟ قال ارضاع الكبير قال: ارضاع ايه بقي! ثم ماذا عن غير المرضعات؟ هه؟ ماذا تفعل النسوة اللاتي لسنا مرضعات في هذه اللحظة؟
الشئ الآخر الذي يخيفني هو ما الذي دعى هذا المعتوه أستاذ الحديث الى اصدار الفتوى؟ أعني ان الفتوى -على الاقل في التراث التقليدي - تأتي للرد على مسألة يسألها أحد المسلمين الى أحد العلماء. هل يعني اصدار مثل هذه الفتوى أن موضوع ارضاع الكبير ممارس في الواقع أصلا؟ هل هو مثل الزواج العرفي مثلا؟ يفعله الناس في الواقع ويتناقش حوله العلماء؟
زمان، كانت هناك مسرحية إسمها "الناس اتجننت" وكنت أري إعلاناتها في الشوارع وأردد الجملة طوال الوقت أثناء طفولتي. لا أجد عبارة مناسبة أكثر منها الآن: الناس فعلا اتجننت.
This raises another interesting question on marital relationships: are coworkers to be allowed what husbands wouldn't? Because if husbands act as coworkers they would become as sons to the women? So in fact a working woman (not a housewife) can have certain sexual relations with her colleague but not with her husband.. hmm...
Enough already ;)

Labels:

Sunday, March 11, 2007

Bonfire of the Books

Even Arabs who don't read history know a thing or two about the Mongols. Just say Mongols and see what they'll say.
In Arab collective consciousness, the word "Tatar" conjures up images of terror and destruction. The fall of Baghdad to the Mongols in 1258 remains one of the most dramatic events in our history, superseded, perhaps, only by the Fitnas: the martyrdom of Ali ibn Abi Talib and years later his son, al-Husayn. We think of thousands and thousands of soldiers, uncouth and uncultured as all soldiers everywhere are, rummaging through this city of splendour, the seat of culture, the centre of Abbasid learning and civilization, and putting it on fire, killing and pillaging and burning. Ancient armies were customarily allowed three days of pillage: those got 40, we are told, after which probably nothing was left to destroy! One enduring image of the fall of Baghdad is the story that Mongol soldiers threw all the books of Dar al-Hikma into the Tigris making a bridge on which to pass with their horses. Survivors later recounted that the waters of the river ran black from the ink... Rivers of blood, rivers of ink... As a child, I found this image awe-inspiring: so many books, enough books to make a bridge for an army to ride on? So much hatred, enough hatred to destroy the whole product of human learning on a winter afternoon?

The comparison with the latest invasion and occupation of Baghdad was not late in coming. Since the 2003 siege the coalition has been compared to the Tatars. People were reading history in an attempt to find some consolation, not really to understand. But little did one expect the scenario of the occupation to turn so twisted. At least the Tatars had a name and an address.

The image of the manuscripts blackening the Tigris came back to my mind this week as another, slightly similar catastrophe took place. A bomb exploded in the book market of Baghdad: Shari' al-Mutannabi. With thousands (Iraqis and others) having lost their lives in vain since the mindless occupation, is it even ethical to mourn the loss of books?

But books are not simply paper with ink and writing, are they? They would wipe our history, our culture, our consciousness those who burn our books. And what is man if not consciousness? what remains when all else is gone?

Majid al-Sammara'i's article in Hayat, above, points out the symbolism of the site: both as a locus of culture and books and as an urban space with its own modes of existence and way of life. A double blow then: not just to the books themselves but to bookishness and the cultured life. The demons do not just come from "beyond the river" now, (Ma waraa' al-nahr or Transoxania) they also come from within. And they don't care for learning and culture, the demons. What do they care for, really? Which gods do they bow before? Which altars do they offer all those sacrifices to? The gods of oil, perhaps...

Let's hope someone lives to tell the tale...

Note:
WP's Anthony Shadid has a touching profile of Mohamed al-Hayawi, a bookseller on Mutannabi Street who died in last Monday's bombing.

Labels:

Saturday, March 10, 2007

Out on the balcony again

Apologies are in order.
To readers (apparently there are some out there); I haven't blogged in over a year: I lost faith in the medium and the message. I thought no one was reading when apparently there were comments that I should have "moderated" (duh!) So apologies are in order not really because I haven't written; after all, not much is missed in the world by my silence, but because readers' comments hadn't been posted and their writers might have assumed they were not appreciated, which they are. I will contemplate, reflect and write back, etc, etc.


Suddenly had an urge to blog today. "Procrastination?," asked my good friend who knows me too well. "It's Saturday," I blurted, as if that's excuse enough to flee from the magnum opus I'm writing. But there is so much to talk about and let me confess, the absence of a significant someone to talk things with is acutely felt. Not a certain someone, mind you, he's gone, but rather, as Meg Ryan had it "the idea of someone." Ok, so Someone isn't here but one can blog. Sounds pathetic? Not really, not when you think about it: there is something reassuring about the idea of a network of like-minded people being out there in the world.

The idea, item, that made me want to run and scream on the blogosphere is this:
Apologies to Mutannabi in al-Hayat by Ghassan Sherbel. Revisionism at its worst.
To summarize in case you haven't read it: we Arabs are finally revising, revisiting history. And how are we doing it? In a disgusting manner. That's the summary.
Arabs, and the Egyptian variety in particular, it is often said "do not read." Sometimes the common wisdom has it that "they don't read history." Have you heard the anecdote attributed to Moshe Dayan? I've tried to find it once online but failed. It might be apocryphal; it's certainly to good to be true. However, it goes along the lines of this: while preparing war plans for 1967 the Israelis were contemplating a move they'd used in 1956 (I forget which one). Some generals objected, reminding Dayan that a) they've used the tactic before and b) he'd written about it in his memoirs. Dayan, retorted "Ah, but Egyptians don't read history." (It sounds like something Heikal would quote in his books, forgive... )
And we all remember how 1967 ended, of course, and if we don't, well thankfully that's what Israeli Television is there for: to remind us. (More on that later, but meanwhile it turned out they weren't Egyptians, the POWs, but Palestinians: so that's ok. No harm done.)

So now we're doing history. History is, of course, continuously rewritten. That's the beauty of it, no one has the final say, no one has the last word. Every generation imagines the past in its own manner, in its efforts to shape its future. Revisionism, in western historiography, has had a lot to do with writing people into history who have commonly been left out (hence, women, minorities, the common people etc) and also questioning common held beliefs about the past. It also has had a lot to do with rewriting the history of great-men, questioning their glory and achievement. Revisionist history is generally against great-man history and some revisionists like to "deconstruct" (sorry, I had to use that word...) the history of great men and show them to be, after all, fallible and human and not so great, their achievements having relied on other, numerous "unknown soldiers" or larger forces of history beyond the great individual, usually, in fact always, a man. So that's fine. It's "good" even. But how do we do it? We question the sectarian identity of great men. No, it's not a joke. So in Beirut and in Baghdad they ask just what is the sectarian identity of the poet al-Mutannabi? Was al-Mutannabi Sunni or Shi'i? I mean, how sick do you need to be to even ask that question? Not very sick, apparently. And they talk of rewriting history textbooks. Now, that I understand. But I fear, I shudder to think how they will do it... wiping out one sect for another. Do we never learn? Will we never learn?

I know, I know: someone is bound to post a comment saying that the Nasser regime in Egypt did the same thing with the monarchy, rewriting their history or else excising it from textbooks and damning the king. Must we repeat the same mistakes again? And this time, it is not rewriting the history of a regime, gone and fallen or else happily in Switzerland or Italy, but of a religious sect, next door... crowds of them.

Religion is back in the ugly way, I'm afraid. Not in the spiritual contemplative manner. I yearn for my childhood days when my mother, herself a product of a combination of bourgeois provincial Egyptian Islam, Protestant missionary schooling, and secular state discourse, forbade me, forbade me, from asking people what their religion was or telling them what my religion is.
I came back one day from playing at the beach in Alexandria. I had made a new friend "her name is Marwa, and she's a Muslim too." That was it! How did I know she was a Muslim? and what difference is it to me if she hadn't been? When I went back to school the following year the girls certainly thought I was odd. In answer to the question: Are you a Muslim or a Christian (they had to ask...) I answered: "I am Egyptian." Quaint, I know... Would I even dare tell my child to answer similarly in the 21st century? Would I dare?

Besides, was al-Mutannabi Muslim to begin with?

Labels:

Tuesday, March 14, 2006

People watching or Girl talk (2 of x)

Now this isn't striclty Egyptian, not the people watching of course, nor the sort of discussion to follow. But it is of relevance to all of us, especially women. The girls have been reading Why Men Love Bitches. I still haven't been enlightened myself but I am getting snippets from each of them and I believe that I already know the gist of this sort of self-help/popular psychology/relationship management discourse. So the theory is this: If a woman is strong enough and confident enough in her self, the man in question will be attracted to her and will do and continue to do whatever is in his power to please her and keep her attracted and interested. So it's basically all about self-confidence and self-esteem. Hence the whole idea behind The Rules and so on. So far so good.

Now people watching: of course it's almost a basic human pleasure, sneeking in on people, watching others, especially unawares. I love watching people in public and making up stories for who they might be. On this particular day I knew the couple in question and had gone out to lunch with them so there was nothing sneeky or kinky in the watching, but enlightening it certainly was.

Let's call them May and Hamada. Hamada is a banker/financial consultant and May has a phd in a scientific field but hasn't worked after obtaining her degree and has been stay-at-home mom since having their second son. They're in their 40s (That's them...) All this is irrelevant really. So we go out to lunch on a weekend to a place which Hamada suggested. Being the modern man that he is he gave us three options, we ruled out Chinese and were left with steak or salad. So he chose the steak option, a newly opened restaurant to which he likes to go for lunch during the week. He was excited about the place and kept telling us about the idea behind it and how it started and so on.

Entrecote Cafe de Paris used to have an outlet in Cairo as well, in Mohandessin, right opposite Nadi El-Sayd where millenia ago there used to be a Wimpy. (Yup, that's how old I am: I actually know of a fast-food chain called Wimpy. But never mind that.) It reminds me of my mother's best-friend, the Lebanese one. She was the one who first told me about the restaurant. It was one of her favorites in Geneva. But she told me this story, which I always remember, about how they had to leave Beirut at one point during the war because it was getting too dangerous, their house had been attacked; some of the staff beaten and tortured and the place itself was burned down. The militia threw all the books off the shelves, into a big pile in the middle of the study, and set fire to them. Only a handful of volumes were salvaged. All the family albums were gone. They went to Europe. It sounds rather luxurious, I know, exile in France and Switzerland. But exile is exile. Her description of her state of mind and soul at the time didn't sound like anything to be jealous of. If I could scream in this letter, she wrote my mother, I would. If I could scream till I die, I would. So she and her husband and son went to Europe, broken and insecure. To cheer themselves up they went to Entrocote Cafe de Paris one Sunday. The maitre d' recognized them from the summer. He was a thoughtful man, apparently. After they paid the bill he did what the maitre d's don't do: he gave them a small box of the secret sauce to take home with them.

See that's the secret behind Entrocote, the secret recipe for the sauce that goes with the steak. That's all they do: entrecote, secret sauce, fries and salad. That's all they offer on their menu. (In Cairo they gave the option of having chicken breasts instead of Entrocote.) And desserts.

Hamada was excited about the place. He told us the story of the sauce and how the owners were originally wine sellers who made up the idea of serving steak and fries in order to sell their wines, to market them. (The website doesn' t mention the wine, but rather how a father and daughter restaurant owners came up with it.) All the pretty Eastern European waitresses smiled at Hamada and recognized him. The maitre d' did his bit as well. Hamada told us that he tried to get some of the sauce to take home once but they wouldn't acccept...

The ambience was pretty casual, mock Parisian, brass, plants, early century Parisian music playing, impressionist prints on the walls.

May was quiet, slowly digesting the place. When the burners arrived for the steak, she quickly made an issue of turning them off because of the smell. She was PMSing, I happen to know, so she might've been extra sensitive to the smell. In a while the meat had cooled down, so Hamada called the waitress to put the burner on, and almost as soon as she'd left they were off again. May hardly ate. We sat discussing the film she and I had watched the day before, Capote. At the end Hamada asked us how we liked the place. I was excited and smiling and saying it's nice and simple and at the back of my mind I was thinking that I should really write to my mom's friend. I like steak and cream sauce myself. May was quietly dismissive: "I don't really like it, the sauce is too heavy, it's too full of cream and butter. I could only have three bites. I like mustard sauce with steak. And this steak is very dry. It didn't feel medium but rather well well-done. I'm surprised you like it more than the fillet I get from M&S," she told her husband, "the one I served with pepper sauce." I don't like pepper sauce, he countered. "I associated steak with mustard," she said. "But this meat is very dry. And the fries are very heavy and greasy. The decor is very boring. But the salad is very good, I must say." What salad, he asked, it's just greens with dressing. "And I like the coat hanger," she added. It was indeed of an interesting shape, the coat hanger, because its wood curved from wall to ceiling and so could take extra coats that way. That's all she liked about the place, the coat rack. She too must've been following some popular psychology advice: don't just mention the negatives, also find something positive to say. Don't put your criticism in negative terms but in positive ones: so rather than saying "I hate this sauce" say "I prefer mustard sauce with steak" and "I prefer fillet to entrecote" and, of course "I like the salad and the coat rack" implying that you don't like everything else. Always formulate the sentence in the positivie.

Of course you might read this and wonder what's there to wonder about. A couple go to a restaurant, one of them likes it, the other doesn't. So what?
Yes, of course. But it just struck me the casual, quiet way in which May dismissed the restaurant. And how Hamada did not seem at all discouraged or snubbed or annoyed, having suggested a place he likes and all that. Probably, the next time they go out he will make more effort to choose a place she likes. He will be still trying to please her. And she expressed her opinion, about this and other matters, clearly without alienating or antagonizing him. That's the lesson.

The whole dynamics inadvertently reminded me of the first lunch I had with a friend who later became "more than just a friend." He took me to a small restaurant in Cairo which is usually not so full for lunch. They had just reopened after closing for a few days for having sprayed the place with insecticides. It smelt a bit of DDT and the like. We were the only customers. It was the first time we'd talked intimately, about our best friends, relationships and families and the like. I genuinely didn't mind the horrible insecticide smell; I thought the fish we had was the best fish ever, the tastiest, loveliest, best-cooked fish ever. And in my utter ignorance, actually said that, or something along those lines. The relationship took different, not all happy turns later, but he wasn't always trying to please me, perhaps because I was in fact so easy to please! We've gone separate ways now. And we've each learned a lesson or two. Mine is not to be unnecessarily critical, but to be sure of one's opinion, to be not afraid to voice it, to be confident of saying what one wants to say and what one believes, without unduly hurting others. I don't think I'll ever reach May's self-assurance though, simply because I recognize when people are making an effort and don't have the heart to snub them so obviously. I wonder if men can be persuaded to love a not-so-bitchy bitch, or do we have to go all the way?

Wednesday, March 08, 2006

عندما تكون المدينة هي العالم، يكون تغير المدينة هو نهاية العالم


في أخبار الأدب يكتب الفنان عادل السيوي عن حسن سليمان وعن أمه وعن القاهرة التي لم نعد نتعرف عليها في المدينة التي نعيشها.

لم أقابل عادل السيوي ولكن أشعر أحياناً أنني أعرفه. منذ سنوات ذهبت الى معرض له في قاعة مشربية التي تملكها وتديرها زوجته. وقتها كنا أنا وصديقتي نلتهم الفن ووسط البلد. نذهب الى المعارض ثم نعرج على شيزا بحثاً عن أومليت بالجبن والمشروم وكابوتشينو، طقوسنا التي تخلت عنا وتخلينا عنها وربما عن جزء من صداقتنا معها. اشتريت بوستر المعرض وعلقته عالياً على حائط غرفتي في المنزل. اسم اللوحة المصورة على البوستر <<صباح الخير>>. عندما أقصى عن غرفتي لفترات طويلة وتوحشني أتذكر تلك اللوحة البوستر وأفكر بها وبالسجادة المفرودة في وسط الغرفة. اللوحة مليئة بالحركة، وبها جني يخرج من القمقم. ألوانها داكنة وحالمة، تذكر بالنوم ولكن في نفس الوقت الفوضى والحركة العارمة والجني يذكرون باحساس القيام من النوم، الهبًّة التي تعتري المرء عندما تعود له روحه، ربما، عندما يعود للحياة مرة أخرى ويصحو على هذا العالم. والجني جني بالطبع؛ كبير وعظيم وقوي، ينفجر بقوة هي قوتي وقوتك عند القيام من النوم. كلنا نصحو من النوم جن، ولو لثوان، ثم يحدث لنا شئ ونصير بني آدمين مرة أخرى؛ شئ ما يحدث في المكان/الثواني تلك التي تقوس النوم والصحيان- فترة الما بين. أن تتذكر الجن الذي بداخلك هو أن تخاطر أن تحلم وأن تنفجر بكل طاقتك المحفوظة داخلك. والجني هو أيضاً الرجل الذكر في كامل قوته وهيبته وانتصابه.عندما أحن إلى حياتي التي كنت أعرفها، أفكر في اللوحة المعلقة على حائطي وأفتقدها و — أحياناً — أبكي أيضاً.

يكتب عادل السيوي عن أمه وعن حسن سليمان. بالطبع لن ألخص هنا ما كتبه. فهو يستطيع أن يرسم بالكلمات أيضاً. ولكن من الأفكار الملفتة التي يشير اليها في مقاله، فكرة تولدت في نقاش مع حسن سليمان وهي أن <<من يشاهد زوال عالمه يعتقد أن الكون كله لابد وأن ينتهي معه.>> فكرة ربما ليست جديدة ولكنها عبقرية. تقرأها وتحس أنها فكرة خطرت لك من قبل، تعرفها بديهياً ولكنها فجأة تفسر لك أشياء اخرى كثيرة، كالمفتاح المنسي في درج المكتب؛ يفتح صندوقاً منسياً بدوره في مكان آخر.

ترتبط هذه الفكرة بأفكار نهاية العالم بشكل عام، والتي تتكرر في الثقافات المختلفة من آن لآخر. عندما يشعر جمع من الناس، مجتمع ما، بعدم الأمان، يشعر بالتهديد، يشعر أن حياته التي يعرفها تتغير بأسرع من قدرته على التكيف، يشعر أن عالمه ينتهي. وهنا، ربما، تبدأ أفكار القيامة ونهاية الدنيا في الانتشار. الأفكار قديمة ولكنها تتكرر في دورات متعاقبة. هل نمر بفترة شبيهة الآن؟ هل يجعل التغير السريع الذي يحدث في المجتمع الانساني الناس يشعرون بعدم الأمان ويتجهون لأفكار <<خذعبلية>> في مجملها عن القيامة وعذاب القبر ونهاية العالم التي ستأتي غداً؟ ربما... عندما تتغير المدينة التي هي عالمنا، القاهرة التي نسميها مصر ونسميها البلد ونسميها البيت فنقول <<حروَّح في الأجازة>>بمعنى سأذهب إلى القاهرة، عندما تتغير هذه المدينة المحورية، هل ينتهي العالم؟

يضع عادل السيوي سبابته على نبض المدينة في هذه المقالة. التغير الذي يحدث في القاهرة ليس فقط تغير في المعمار والشكل، على صدمته وقباحته. ولكن التغير الأكبر هو في أساليب الحياة داخل المدينة، ما يشير اليه الناس عادة بالقيم. يقولون القيم تغيرت والدنيا لم تعد بخير. القيم تغيرت فعلاً بمعنى أنك لا تستطيع أن تعرف بحق ومسبقاً ما يمكنك أن تتوقع من الآخرين، المعايير المتفق عليها وأساليب فعل الاشياء تتغير دون أن تدري. فتفاجأ، مثلا، الست أم عادل أن جارتها ممكن جداً أن تقترض منخلاً ثم لا تعيده لها بل وتنكر أنها اقترضته. <<عادي جداً>>، أصبح <<عادياً جداً>>. وتفاجأ أنت، مثلاً، أن الاشياء كما فهمتها لها معان أخرى عند الآخرين لم يفسروها لك، أن الوعد والحلم ورقص الاصابع في قبضة اليد وقيادة السيارة الى كورنيش المعادي لها معانٍ غير التي تخيلتها عندما فعلت هذه الأشياء، أن معاني الأشياء تتغير وأنت تفعلها ولا أحد يقول لك! تفاجأ أن القيامة على وشك أن تقوم فعلاً. عوالم تموت وعوالم أخرى تحيا مكانها.

هناك حزن ما في النوم، أليس كذلك؟ استسلام ما... يسلم المرء وعيه ويستسلم للعالم الآخر. ما يهون النوم ويجعلنا نَحِنُ له أحياناً هو القيامة؛ هو وعد القيامة وانفجار الجني من قمقمه مرة أخرى
.
تصبحون على مدينة جديدة، وأصبح أنا على مطر...

Monday, March 06, 2006

Suffocating space

One reason I love the idea of balconies, and find them an ingenius archetecturial invention, is that they provide a space for "in-betweeness", in between in and out, in between private and public, thye maneouvre, they play, they stick their noses out and into other people's business perhaps.
In the first edition of Balconies we'd discussed Cairo Azhar Park as a new space for urban gathering and togetherness that navigated many differences. I found that the park pushed open such a space for city people to get together on a quasi class-neutral ground, a space we've been lacking for decades now. Some of the readers who commented on the bloc disagreed. On the contrary, they argued, the place made them feel uncomfortable as it charted such differences. We go to the same places and we feel different things. I pesonally felt quite comfortable there and not alienated, I didn't feel that the park was rudely imposed on the urban fabric of the area - perhaps with the prominent exception of the 5-star restaurant which doesn't provide good value for money.

Anyway, this long, long introduction is by way of explaining why it is that I am dismayed to read in Akhbar al-Adab that the small theatre inside the park might be closed down by order of the governor.
The theatre shares with the Saqiya of al-Sawi its being an affordable, open, tolerant urban space for people, especially young people, from all walks of life to share good times, their art and their ideas. During the summer several music festivals were hosted at the park's theatre, itself called "El-Geneina." Most of the bands and troupes that performed there weren't famous, mostly were composed of young women and men, often college students or right out of college. All had very affordable tickets. It was quite cheering to attend open air concerts at Geneina. One felt part of an urban space that wasn't contrived or alienating. The people who attended and performed were the remnants - some would say first buds - of that elusive Egyptian middle class. There was no ostentatious consumption there, no particular showing off. People spoke Arabic, mostly, to eachother in the intermission.... I felt I was in Cairo. And at night in summer it was a breath of fresh air, to be out, feel a hint of a breeze and listen to live music. Same thing with Sayiya on the Nile... who can imagine, under the bridge, but on the banks of the Nile, and finding such an urban oasis...

So now the governor wants to close down Geneina. And I suspect precisely for those reasons I found it comforting, cheering, and inspiring of hope. The article above mentions some objections to the poetry of Ahmad Foad Negm being recited or sung there by some band and it being inciteful or objectionable or whatever. Inciteful to what one doesn't particularly know although I suspect it's the mere presence of such an urban space that threatens some. Instead of banning that particular group and because, of course, we have no censorship in our free country, the whole theatre will be deemed a threat: to the environment, to public morals, to the neighbours, whatever. It's a threat.

I hope they live up to their undecided reputation and change their minds on that one...

Good morning, and, Good Luck ...

Since the Akhbar al-Adab story does not have its own url, I'll paste it in a separate posting below.

Geneina theatre might close down

The following item was reported in Akhbar al-Adab:

بعدعام من تشغيله:محافظة القاهرة تعترض علي مسرح الجنينة
-->-->تلقت ادارة حديقة الأزهر التابعة لشركة الاغاخان للخدمات الثقافية اتصالا هاتفيا من مكتب نائب محافظ القاهرة أبلغهم فيها بإلغاء الحفل الخاص بفرقة نغم مصري والذي كان مقررا تقديمه علي مسرح الجنينة مساء الخميس 23 فبراير، وذلك قبيل ساعات قليلة من بدء الحفل، وقد أكد نائب المحافظ أن قرار الالغاء جاء بناء علي اعتراض الأمن علي محتوي الأغاني التي تقدمها الفرقة.وفي اليوم نفسه أبلغ نائب المحافظ شفهيا ادارة حديقة الأزهر باعتراضه علي وجود مسرح بالحديقة وعلي اقامة اية أنشطة موسيقية فيها، وفي صباح السبت 25 فبراير ترددت أنباء صحفية عن قرار المحافظة تعليق انشطة المسرح لأنه يؤدي لتجمعات ضارة بالأمن، وتم قرن الأنشطة الثقافية التي تقدم علي المسرح بتدخين الشيشة في المقاهي، وهو ما يتعارض وفق أدعاء المحافظة مع جهودها لمكافحة التلوث!وتؤكد ادارة حديقة الأزهر انها لم تتلق حتي كتابة هذه السطور اية تعليمات مكتوبة من قبل المحافظة والأمن، لذا تهيب شركة المورد الثقافي للانتاج والتوزيع الفني والتدريب والتي تتولي تنظيم الأنشطة الثقافية في مسرح الجنينة أن تصدر المحافظة تبريرا لقراراتها الشفهية وأن توضح موقف المسرح بوضوح، خاصة أن المسرح أعد برنامجا ثقافيا متنوعا ينطلق من منتصف مارس وحتي نهاية شهر أكتوبر، مؤكدة أن الخطر المقرر علي انشطة المسرح سيضر حتما برسالته التنويرية والحضارية وستزيد من انعدام الثقة بين المواطن وأجهزة الأمن وزيادة حالات الاحباط المنتشرة بين الشباب.يذكر أن مسرح الجنينة قد تم افتتاحه في ابريل 2005 وقد قدم منذ ذلك التاريخ ما يزيد علي 50 عرضا مسرحيا وموسيقيا كان أخرها عروض لفرقة مسرح الحارة الفلسطينية أواخر يناير الماضي.
ملحوظة--> -->تقرر اغلاق مسرح الجنينة بالأزهر. والسبب هو أشعار احمد فؤاد نجم التي قيل أنها تكدر 'الصفو العام'! فهل اغلاق هذا المسرح ستتبعه اجراءات أخري واغلاق مسارح أخري؟! أغلب الظن أن هذا هو ما سيحدث!
كمال عبدالجواد

Saturday, March 04, 2006

Girl talk (1 of x)

So many of the girls I know, my friends that is, are single women in their 30s. It's a phenomenon in Egypt. At least that's how I'm beginning to see it. It's not just that the particular women in question are somehow perpetually in search of a Mr. Right (or even a Mr. Would Do). There must be something more than that. And it's not just our particular idiosyncratic problems. It can't be! We're all so different. We come in different shapes and sizes, political and intellectual inclinations, accents, interests, social backgrounds, professional backgrounds, educational backgrounds. We really are very different. The one thing we have in common (aside from our friendship, yes) is that we're single. (There: z cat is out of z bag ;) )

But seriously, why is it that one doesn't meet whole shellas of single Egyptian men in their 30s? Where are the men that correspond to those women?

One of my favourite intellectual occupations is to come up with theoretical answers to these questions.

A friend, let's call her Layla*, once wondered how it was that she often met very interesting, different, (by which she probably meant "creative") women, with very boring, traditional brothers. That blew one of my theories right away: surely the families that brought up women like us, must have brought up men, also like us, and we just had to meet them. Layla's remark blew it. The corresponding men, our brothers, are - sadly - often quite different. The single 30-something woman often has a brother who is in a traditional profession, an engineer or a doctor, and who got married to a bitch (sorry, sisters-in-law but...) who has him firmly under her thumb and whom he more often than not met the "traditional way." So, perhaps, the same families brought up their sons and daughters differently. Somehow, men like our brothers are not attracted to women like their sisters... hmm. The girls are pushed from day one to be independent and strong in a particular way, to achieve in school and college (yes, often pushed to achieve in school more than the boys, especially among the middle and upper middle classes). Women have to work extra hard to achieve. And they have to be serious and not rely on their looks and all that crap. And the boys in the family get the traditional treatment: never mind ya habibi that you didn't get imtiyaz this year, don't depress yourself. don't worry ya habibi about helping mummy in the kitchen; your sister will do it... etc etc.

So that's one problem with Egyptian men of our generation: the poor things are getting confusing messages form family and media and society and they can't handle the challenge. All they want is a warm bed and a hot meal after all. So they just marry the bitch.

That's one theory.

A second theory that I've become quite interested in of late is the demographics one. I think there is a demographic problem. You hear of single women but the phrase single man - in Egypt - is getting to be an oxymoron. And I think the problem is a numerical one. It's as simple as that: there are more women than men. Of course I need to dig out the relevant statistics from CAPMAS which I don't have access to at the moment, but in most modern socieites, women outnumber men by varying degrees. If the percentage in Egypt is high then surely that explains why it is that the special, different, women are the ones last to go into a socially sanctioned pair.

And historical examples of societies where women outnumbered men abound. Usually war was to blame for killing off a large percentage of the adult male population; plagues and famines generally affected both sexes equally. But this demographic problem was behind the rise of such phenomena as women heading to convents in droves in the middle ages in Europe, or the construction of a social entity called "the spinster" (see: there is no male equivalent in English. Single man does not have connotations of spinsterhood. Adult single man at "worst" could be gay, that's all). I think Muslim societies solved the problem by multiple marriages and remarriages. It was very common in medieval Egypt and Syria for women to marry at least 3 times in a lifetime and for men of privlege to have more than one wife simultaneously. And rather than blame Islam and culture, I believe it was demographics. Because at other times in history, polygamy and remarriage were not as common. I think culture provided an answer for a real social issue. What do you do with all those women?

An aside: the Asians seem to be experiencing the OPPOSITE problem, believe it or not. They have all those men they don't know what to do with. Apparently they've been persistingly choosing the sex of their babies and boom: before they knew it, in one generation, men outnumber women. As my wonderful friend F often threatens me: The Chinese are coming! And they're followed by the Indians! And there you go: not only your clothes, your sneakers, you computers but soon, your men (not to mention your cars) will be imported from China. Heaven will be renamed China :) [Of course the above link was forwarded to me by my good friend Juhayna*, also a member of the club.] But, if you don't want the Chinese or Indian model, we'd better find some other outlet. Let's see.

Just this week a new report explained how evolution also provided an answer for European women. Researches have found evidence to suggest that women in northern Europe evolved with light hair and coloured eyes at the end of the Ice Age in order to stand out and atrract men. Competition has always been tough and you needed the added advantage, an edge as marketing pros know only too well. You need to stand out in a crowd. [I wonder how Arab women evolved... do you think, perhaps, perhaps, the hips, wel... do you think perhaps the Arab hips are the remnants of an evolutionary attempt to stand out 10,000 years ago? hmm...]

But, also as marketing pros know, the first thing that stands out is the packaging! It's all in the packaging, mind you. And what defines packaging? I think the old age criteria seem to apply.
The article went on to suggest: "Experts said that as relations between men and women have evolved, men may have become more attracted by brains, represented in their psyche by brunettes, than the more physical charms of blond hair." [my italics] I like the "may" in that sentence. I don't think our guys have evolved that far (national pride notwithstanding and all due respect to EGYPTIAN MAN).
The solution is this my luvs: go for it!

Seriously? Well, ok, we can't ALL go blonde at the same time (God knows enough women in Egypt have gone for it and, ehmm, well, gotten away with it? Witness the nation's latest bride, for one example.) But is it simply the packaging? Many of the women I have in mind, who belong to our exclusive club, are quite attractive. They just attract the not-so-right guys! Malak* refers to this phenomenon as "magnet for losers." We've all used the phrase at one point or another. Why is it that the men who are attracted to us (and, perhaps later we can turn to that, the one's WE ARE ATTRACTED TO) happen to be bad, bad news. (I mean really bad news: psychopaths, nosepickers, unshowering, chronic commitment phobics, drug doers, chronic unemployds, etc.)
One answer lies in this thought: a recent Channel 4 programme argued that in fact ugly, unattractive men had more confidence in chatting up beautiful women because... well, because, unlike attractive guys, they're used to rejection. They don't really fear it. So they just say, what the heck, I'll give it a shot and they approach pretty, attractive women. Wheares attractive guys are used to women drooling all over them, they fear rejection and don't want to take a risk of rejection and so play is safe. Yes! Yes! That's how, perhaps, the bitches get the great guys!
Do you like that one? ;)

I have a few other ideas up my sleeve. But perhaps another day. Today is Saturday after all and a little bit of repackaging is in order :)

Good morning, and, good luck :)

* Names have OF COURSE been changed... what were you thinking? You DON'T know any of those women, so forget about guessing. Return to reading.